top of page
بحث

فضيلة الإفلات.

  • faisalalsulmi12
  • 27 أغسطس 2020
  • 2 دقيقة قراءة

عندما نأتي لمفردة الإفلات، نجد أن اللفظ غريب أو يحمل صورة مبهمه.

ولكن بمجرد ما أن نأتي بمرادفه "التحرر" حتى تبدأ عقولنا في ترجمة صورة سلبيه تمسّ التراث الديني والثقافي.

لندع اللغة وخفاياها جانبًا، ونركز أكثر على فضيلة التحرر.


ملاحظة مهمة :

أنا لا أعني في مقالتي هذه أن أجبرك على التحرر، ولا احاول أن أسلخ عنك رداء ثقافتك البالي منذ قرون، أفكاري في هذه المقالة مجرد مشاركات فكرية تحاول أن تخرج وأن - وهذا ما نأمله - تُصيب وتُغير.



لسنوات طويلة واجهت المجتمعات العربية العديد من الصّدمات، منها الحروب ومنها الاستعمار ومنها ما نسميه "نظرية المؤامرة" -التي لا وجود لها سوى في عقل بعض الأفراد، لكن وجب ذكرها كصدمة لازلنا لم نتعافى منها- والعديد من الصدمات التي ورطت العقل العربي.

وهذه الصدمات -ومن وجهة نظري- رسخت الأفكار التراثية في أعماق أفرادها، بداعي المحافظة عليها من الخارج، ومحاربة من يحاول المساس بهويتها. حتى أصبحت تمتلك العقل بشكلٍ كامل، فكونت هذا العقل الميت الذي لا يقبل التغيير ولا يناشد به. تبناها العقل البطني، خوفًا من العالم الخارجي وصدماته.


لذلك عندما نفكر في نسبة كبيرة من الأفراد، نجد أنهم نتاج لأفكار متكرره ومستمره لا تتغير.

تجد اليوم في القرن الواحد والعشرون، فتى لم يكمل الثامنة عشر من عمره، يحمل فكر أجداده في القرون السابقة.

أصبحنا نسخ متعدده متفاوته في العمر.

ليعلم القارئ أنني لا انتقد التراث والقيم في مقالتي هذه - رغم تحفظي الكامل عليها - لأنها هي ما تشكل الفرد العربي، لكنني انتقد التطرفات التي سوف أتطرق لها في المستقبل.


بعد أن تشكل هذا العقل المنغلق تمامًا، ظهرت معه العاهات والتطرفات، أصبحنا نرى ذلك الرجل يقتل أحد بنات عائلته بأسم الشرف، وآخر يحافظ على شرفه بقمع عائلته، والثاني يضمر الحقد والكراهية على معتنقي الديانات الأخرى، ولا ننسى من يرى سبب التحرش هو لبس الفتاة، وغيرها الكثير من عاهات لا مبرر لها.


عندما يكون أساس العقل مضطربًا، لابد أن نعترف أن ما يخرج منه متوقع أن يكون مضطربًا أيضًا أو أشد في اضطرابهِ.

ولا يحّل هذا الأساس من مكانه سوى التحرر من هذه التراكمات الميته.

نعم التحرر، الكلمة المخيفة التي تحمل في ثناياها الحل من هذه التطرفات، الحل الذي بيده أن ينقذ الأجيال، أن يعتق أخت من أخيها، أو عائله من والدها المتسلط.

ولا أخفيك أيها القارئ الفاضل، عن مدى غضبي الشديد لما يحدث في أوطاننا.



لذلك، المشكلة الحقيقة تكمن في انغلاقنا عن الحل، انغلاقنا عن التجديد والانفتاح للأطراف المضاده. نلاحظ أن الكثير من الأفراد، يتحاشون الاختلاف وكأنهم يتحاشون نارًا سوف تُضرم في عقولهم.

هذا الانغلاق كان سبابًا للتطرف الشديد في تصرفات هؤلاء، فنجد أن عقولهم ميته لا الوعي يُحييها ولا الكلام يُسعفها.

ما العيب في أن نتحرر من عقولنا؟ ما المخيف حيال هذا الموضوع؟ الفرد المنغلق، لابد أن يتأكد تمامًا بأن ليس هنالك فكرٌ صحيح يجب علينا أن ننغلق عليه بشكلٍ كامل. الفكر الصحيح يكمن في هذا التحرر، في الاستماع لجميع الأصوات، في تبادل الأفكار، في التشكيك والسؤال، لا في التعصب والهروب.



لنكون متحررين، لنرى الحقيقة من منظور مختلف، لنبحث بصدق عن ما يُشكلنا وعن ما يحدد توجهات عقولنا، لنستمع أكثر ونتوقف عن الجواب.



حُرر في يوم الخميس، الموافق

٢٦-٨-٢٠٢٠

 
 
 

المنشورات الأخيرة

إظهار الكل

1 Comment


𝚁𝙴𝙼𝙰𝚂
𝚁𝙴𝙼𝙰𝚂
Aug 26, 2020

فعلاً مجتمعنا يحتاج يتقبل فكرة التحرر من بعض العادات والتقاليد او بالأحرى الأفكار القديمه الي انتشرت على مبدء يوافق عصرهم وجيلهم في هذاك الوقت بينما جيلنا يختلف تماماً عن عهدهم السابق ويحمل افكار ومبادئ توافق الي احنا عليه الأن ويكونون ضحايا هذا الجيل القديم هم العاهات الي يبدؤن بنشر التطرفات بحجة انها المبادئ والقيم الي كانوا عليها ابائهم واجدادهم ومو مسموح انها تتغير مهما تغير الزمان يجب فعلاً على المجتمع التناغم مع التغير الفكري المستمر بين الأجيال.

Like
Post: Blog2_Post

©2020 by Faisal's. Proudly created with Wix.com

bottom of page